الفصل الاول

الاسلوب العلمى والاسلوب الاسطورى الخرافى فى التفكير

من الحقائق التى يجزم الناس بها وهى ليست الا اساطير وخرافات  فكرة اليوم الاخر والجنة والنار ,ولا يوجد اى دليل علمى يؤكد حصول اليوم الاخر بعد الموت  .

والماساة الكبرى ان المؤمنين يبنون نظام حياتهم على وهم يظنونه حقيقة .

والسؤال العقلانى الهام الان :كيف تبنى نظام حياتك كاملة وتفاصيل نشاطك اليومى على  وهم واسطورة وخرافة ليس عليها دليل علمى واقصى دليل هو كلام انسان عاش منذ الف وخمسمائة عام وسيرته فيها جزء ايجابى وبها اخطاء ومساؤئ ومآخذ ؟(محمد)

وجميع الاديان بلا استثناء  بها قسمان : قسم طقسى وهو يعتمد الاسلوب الاسطورى الخرافى فى التفكير ولا يعتمد على اى تجربة او حقيقة علمية.

والقسم الثانى هو القسم العقلانى العلمى وهو قسم القيم والمبادئ والاخلاق الهامة لتقدم ورقى الفرد والمجتمع .

وقد انغمس المجتمع المصرى والمجتمعات العربية فى بحر من الطقوس ودخلوا  نفق مظلم  استهلكوا فيه طاقتهم النفسية والجسدية  واموالهم واوقاتهم , فترى المصلون فى رمضان وقد قضوا الليل كله فى صلاة التراويح ثم ترى فى الصباح اكواما من القمامة ملقاة فى الشارع .

فصلاة التراويح ونظافة الشارع كلاهما من الامور المندرجة تحت مسمى الدين ولكن تمسك الناس بالطقس واهملوا القيمة الاخلاقية العظيمة وهى النظافة.

قس على هذا جميع نشاطات اليوم و جميع تصرفات الفرد  فى حركة الحياة فهو يخرج من باب المسجد لياخذ الرشوه ويكذب وينافق ويغضب ويتشاجر ويتلفظ بالفاظ  بذيئة ويخدع البسطاء .

فهو ياخذ الرشوه ويسميها هدية ومحبة ومجاملة.

ويكذب ويسميها تورية وتقيه واضطرار وكذب ابيض لا يضر.

وينافق ويسميها  ذكاء ولباقة وفهلوة.

ويغضب رغم ان الدين قال لا تغضب ثلاث مرات.

ويتشاجر رغم ان الدين حث على الحلم واللين وكبت الغيظ.

ويتلفظ بالالفاظ النابية رغم ان الدين  قال الكلمة الطيبة صدقة وقال فليقل خيرا او ليصمت.

ويخدع البسطاء رغم  ان الاديان  حثت على مساعدة البسطاء وتوعيتهم والرحمة بهم وعدم استغلال جهلهم بالامور.

والاكتفاء باقامة الطقوس دون الاخلاق تسمى التدين البديل او التدين  الطقسى يعنى ان المتدين يستبدل الدين الحق القويم ومقصده الاساسى بالطقوس التى هى ايسر واسهل فى التنفيذ واقل اهمية واسوأ تاثيرا فى المجتمع والانسان والوطن.

الاية "افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟

نعم هذا هو الحل الوحيد للخروج من المازق الشديد الذى وقع فيه اصحاب العقائد والديانات فهم يعتقدون اعتقادا جازما بقدسية الدين ويرفضون انتقاد  او الاعتراض او التخلى عن بعض ما يعتقدون ولكن الحل الان هو الانتقاء ثم الانتقاء ثم الانتقاء.

انتقاء العقلانى والعلمى والمنطقى.

هو الحل الجذرى لمشكلة تصادم الاديان مع العصر والحضارة والحداثة.

من الضرورى جدا فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الامة المصرية وهى مرحلة ما بعد الثورة المصرية العظيمة  مراجعة المحتوى الثقافى للاديان والتراث وانتقاء العقلانى منها.

تحتوى جميع الاديان على قيم  سامية واخلاق ومبادئ رائعة وهذه جميعها يجب التاكيد عليها فى جميع الاحاديث الدينية والخطب والمواعظ فى دور العبادة وتنمية اخلاق وسلوكيات الطبقة الدنيا من المجتمع بالحديث الدائم عن الاخلاق والمبادئ وضرورة التمسك بها .

والسؤال :كيف نقنع البسطاء من الناس الذين يغرقون فى بحر من الجهل والفقر والمرض والتخلف الحضارى والثقافى بالتمسك بمبادئ واخلاق قد تكون متعارضة مع مصلحتهم الفورية .

من المؤكد ان كلا المنهجين الدينى والعقلانى لهما مميزات وعيوب .

ولكن بالمقارنة الموضوعية الخالية من التحيز والقدسية للدين نكتشف سريعا ان عيوب المنهج العقلانى اقل بكثير من عيوب المعتقد الدينى والعبرة بالنتائج.

فجميع الدول والمجتمعات التى همشت العقائد الدينية الاسطورية وتمسكت بالقيم الدينية الايجابية  حققت التقدم والرفاهية والسعادة .

والجدير بالملاحظة ان مشاكل وعيوب المنهج العقلانى يمكن ان تحل بمزيد من العلم والاجتهاد والبحث .

اما مساؤى وسلبيات المعتقد الدينى فهى غير قابلة للحل وهى ابدية وحلها الوحيد ماساوى وهو اهدار  الوقت والجهد والمال والطاقة العقلية والنفسية فى الدفاع عن سلبيات هى اوضح من ضوء الشمس وهذا طبيعى لان الاعتراف بسلبيات الدين هى هدم فورى لقدسية الدين.

اذن الخطوة الاولى الشديدة الاهمية هى التاكيد على بشرية الدين وليست الهيته.

 هو ربنا  موجود ؟

ايوه  موجود بس ما اتكلمش وما بعتش رسل

قد نفترض ان الله واجد وخالق للكون والمخلوقات  ولكن لا يوجد دليل علمى اكيد انه تكلم او ارسل رسلا .

انا لا ادرى اذا كان الله خالق ام لا ولكنى متاكدة مائة بالمائة انه لا يتدخل فى حياتنا ابدا :لا يعاقب ابدا ولا يساعد ابدا .

المناقشة العلمية العقلانية هى للكتب المقدسة وهؤلاء العباقرة الذين يعتقدون ويعتقد جزء كبير من الناس انهم رسلا من عند الله .

دائما ما اتجنب الجدال والنقاش والحوار حول وجود الاله لان بالتجربة الطويلة المريرة فى هذا الشان خلصت الى نتيجة ونصيحة للجميع :اياك ان تجادل فى وجود الله.

خلاصة تجربتى فى المناقشة حول وجود الله انها  متاهة عقلية ومناقشة بيزنطية ولا نهائية وغير مجدية وبلا نتيجة ايجابية او فائدة حقيقية الا انها رفاهية عقلية ومجرد استفادة فى زيادة معلومات اوحب استطلاع وقبول وسعة صدر  للراى الاخر .

من المستحيل ان تناقش فى المجهول او فى اثبات فكرة ليس عليها دليل علمى انما هى مجرد استنتاج واستنباط وتامل .

ولقد  توصلت الى ان الجواب الامثل  فى هذا السؤال المازق هو :ربما ,لا ادرى ,ممكن ,احتمال ,نعم موجود لكنه لم يتكلم ولم يرسل رسلا.

قد تكون هناك قوة علوية او خارقة او محرك اول خلق الخلية الاولى او الدى ان ايه   ولكن من المؤكد ان علينا تحمل مسؤلية حياتنا بالكامل والاعتماد الكامل على انفسنا  فنستخدم ذكائنا وخبرتنا وخبرة الاخرين وتكنولوجينا المعلومات فى حل مشاكلنا وليس الدعاء ..

اذن لا اهمية لوجود الخالق لانه لا يتدخل فى الحياة ولم يتكلم ولم يرسل رسل ولم يطلب منا عبادة باى شكل من الاشكال .

اذن الحل الامثل لهذه المشكلة هو تجاهلها وتهميشها فى حياتنا وعدم اهدار  الوقت والجهد والمال والصحة النفسية والجسدية فى الحديث والجدال فيها .

ونصيحة اخيرة :لا تدخل فى نقاش ابدا حول وجود الاله .كل انسان سعيد بما يعتقده ولن يغيره ابدا.

او قل :نعم يوجد خالق ولكنه لم يتكلم ولم يرسل رسلا ولم يطلب منا عبادة ولكن طلب منا اخلاق وقيم ومبادئ تسعدنا وتسعد من العالم من حولنا .

او قل:لا اتكلم فى الخالق ابدا فليست المشكلة مع الخالق وانما المشكلة مع الكتب المقدسة والعباقرة الذين يعتقدهم  الناس رسلا والمشكلة فى اثبات الوحى اثباتا علميا عقلانيا.

والسؤال الهام جدا :اذن ما هدف الحياة ان لم يكن عبادة الله؟

الجواب :السعادة والخيرية الانسانية بمعنى :اسعاد نفسى واسعاد من حولى وجعل الحياة اجمل واسعد واكثر رحمة وانسانية , ثم اسعاد الدائرة الاكبر فالاكبر حتى نصل الى سلام وسعادة العالم والمجتمع الانسانى كله وفعل الخير ومساعدة الناس قدر المستطاع.

بوذا

كانت فكرة بوذا عن الدين خلقية خالصة؛ فكان كل ما يعنيه سلوك الناس، وأما الطقوس وأما شعائر العبادة، وما وراء الطبيعة ، فكلها عنده لا تستحق النظر .
وهو يأبى أن يدخل في نقاش عن الأبدية والخلود والله؛ فاللانهائي أسطورة وخرافة من خرافة الفلاسفة، الذين ليس لديهم من التواضع ما يعترفون به بأن الذرة يستحيل عليها أن تفهم الكون؛  ويعتزم ألا يكون له شأن بأمثال هذه المسائل، فهي لا تؤدي بالباحثين فيها إلا إلى الخصومة الحادة، والكراهية الشخصية والحزن؛ ويستحيل أن تؤدي بهم إلى حكمة أو سلام؛ إن القدسية والرضى لا يكونان في معرفة الكون والله، وإنما يكونان في العيش الذي ينكر فيه الإنسان ذاته، ويبسط كفه للناس إحسانا .

المشكلة ليست فى وجود الخالق وانما فى الطقوس الدينية التى تستهلك طاقة البشر وتستنفذ قواهم واموالهم واوقاتهم وتعوقهم وتسبب الكراهية بينهم بسبب اختلافها من دين لاخر  فلا يجدون الجهد والوقت لبناء وتقدم ورقى وتحضر الانسانية ولو كان الله يريد منى ان اعبده واصلى له لكان اوحى الى انا شخصيا و مباشرة وليس عن طريق انسان ينقسم الناس حوله بين مصدق ومكذب ويسبب الكراهية والدماء بين البشر.

 فمن خلق الكون والمخلوقات ؟ الحاجة ام الاختراع

هذا السؤال أزلى وقد بدأ منذ زمن بعيد منذ بدأ الأنسان يفكر ويتساءل عن سبب وجوده فى الحياة وعن من خلق هذا الكون .وهذا السؤال هو السبب فى نشاة واختراع فكرة وجود وعبادة الله.

 أحس الأنسان بالضعف والتضاؤل أمام قوى الطبيعة القوية من براكين وزلازل وأعاصيروحيوانات مفترسة متوحشة فاحتاج الي قوة عليا يلجأ اليها فى وقت الشدة .

 مما لا شك فيه أن الأنسان له حاجة نفسية قوية لوجود قوة عليا تحقق له السند النفسى وهذا اساس ظهور فكرة الدين .  وهذا أيضا ما يسميه المؤمنون بالفطرة وهى فعلا فطرة وحاجة قوية داخل نفس الأنسان والحاجة أم الأختراع فابتكر الأنسان فكرة وجود الله ليشبع هذه الحاجة بداخله .  فبدأ الأنسان البدائى بعبادة الطواطم والحيوانات والشمس وعندما تطور فى الحضارة رفض عقله هذه الرموز وفكر فى قوة خفية لاتشبه اى شئ "ليس كمثله شئ "وأضفى عليها جميع الصفات الطيبة والقوية وايضا الشريرة وتخيله فى صورة ملك ليقرب الصورة الى ذهنه وحوله جنود ويجلس على عرش .  واحتدم النقاش حول صفاته واسمائه وكيفية استوائه على العرش وهذا الأختلاف طبيعى ومنطقى جدا حول قوة خفية مجهولة ليس عليها دليل علمى واحد .وقد توصلت بعد التأمل والحيرة أن سؤالا واحد هو من خلق ؟  لا اعرف له اجابة ولم يكتشف العلم الآن اجابة شافية وربما لاحقا .  أفضل من أن أقول "الله خلق "  وبعدها تثار مئات الأسئلة التى ليس لها اجابه مثل :

1 -  لماذا اختار الله ان يكون  محتجبا عن جميع الحواس الخمسة الواقعة فى نطاق قدرة البشر  ليترك الله الناس حيارى بين مصدق ومكذب لوجوده ولا يظهر بأدلة قوية قاطعة بينة ليس فيها تردد او شك ؟

لماذا اختار الله ان يبعث اشخاصا عديدون محل جدل وشك فينقسمم الناس بسببهم بين مصدق ومكذب ومؤمن وكافر  وبين اديان شتى تسبب الكراهية والاقتتال بين بنى البشر والاولى ان يوحى الله بقدرته الالهية المطلقة واعجازه اللانهائى لكل شخص من عبيده على  حده ومباشرة دون رسول او نبى او ملك  او وسيط او مبلغ فيلقى فى روع كل  انسان من خلقه بوجوده وبالوهيته وبربوبته وبصفاته وبما يريده منا من عبادات وكيفية التواصل معه وبطرق طاعته وارضائه ودخول الجنة  والنجاة من النار.

2 -  ما دام الله يريد الهداية لعباده وارسل الانبياء والرسل والمعجزات .  فلماذا كل المعجزات التى ارسلها فيها شك وجدال والتباس وليست صريحة وبينة وقاطعة فموسى قتل انسانا ومعجزته تتشابه مع السحر وعيسى احتمال ان يكون الها لانه ولد بغير اب  ومحمد الف القران .

3 -  لماذا خلق الله البراكين والأعاصير والزلازل والكوارث التى لا تفرق بين صالح وطالح والأمراض والشر فى الحياة؟ والصراصير والذباب وسائر المنغصات فى حياة الانسان؟

4 -  لماذا خلق الله الناس ليعبدوه "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " وهو الاله القوى المستغنى عن الناس وعن عبادتهم وهو اله سواء عبده  الناس ام لم يعبدوه .وهل كل هذه العذابات والشقاء والمصائب والماسى التى تحدث للمخلوقين ليعبدوا الله وهو فى غنى عن عبادتهم .

5 -  لماذا ادخل الله ادم وحواء الجنة وخلق الشيطان ليغويهما وهو خلق الأرض فى الأساس ليعمرها بالأنسان ؟

6 -  لماذا يبتلى الله الناس ليعلم الصالح من الفاسد وهو يعلم هذا من قبل والناس فى غنى عن هذه المعرفة.

7 -  مئات الشكوك والأسئلة حول القران والسنة وسيرة محمد.

8 -  لماذا يؤجل الله العدل الى اليوم المجهول ولا يجعله فى الدنيا ليتأكد الناس من وجود الله العادل؟

ويمكن تلخيص أسباب نشوء فكرة الله للاسباب الآتية:

1 -  احتياج الأنسان " الفطرى" لسند نفسى يلجأ اليه فى الشدائد.

2 -  الخوف من المجهول وما يحدث بعد الموت.

3 -  فراق الأعزاء بالموت وتعزية النفس انهم يذهبون الى حياة أفضل.

4 – القدرة على  احتمال الأمراض والمصائب والكوارث والاعاقات وتعزية النفس أن كل هذه المعاناة تعوض فى حياة أبدية أفضل.

5 -  العدل المفقود وشوق الأنسان الى اقامة العدل الكامل. ٍ6 -  شوق الأنسان الى الحياة الأبدية الفاضلة والخلود7 -  تعزية الفقراء والمرضى والمحرومين أن لهم حياة أخرى تعوضهم.

8 -  ايجاد سبب منطقى  لوجودنا  فى الحياة  واستمرارنا فيها وان الحياة ليست عبثا